شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، من إجراءاتها العسكرية في محيط مدينة سلفيت والقرى والبلدات المجاورة لها، وعزز جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته في الضفة الغربية، وشنّ حملة اعتقالات في أعقاب مقتل حارس أمن عند مدخل مستوطنة "أريئيل"، في عملية إطلاق نار.
وبحسب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، فإن "موجة العمليات" التي انطلقت في آذار/ مارس الماضي في بئر السبع وما تبعها من عمليات إطلاق نار في الخضيرة وبني براك وتل أبيب، بالإضافة إلى العملية الأخيرة في "أيئيل"، وأسفرت مجتمعة عن مقتل 15 إسرائيليا، لم تنته". واعتبر أن الخلاصات التي توصلت إليها أجهزة الأمن الإسرائيلي بانتهاء "موجة العمليات" كانت مبكرة وسابقة لأوانها.
وأشار يهوشواع إلى أن منفذَي عملية "أريئيل" "طليقان ومسلحان وليس لديهما ما يخسرانه"، محذرا من إقدامهما على تنفيذ عملية أخرى قبل تمكن قوات الاحتلال من اعتقالهما، معتبرا أن العمليات الناجحة تشكل "أحداثا ملهمة" للعديد من الفلسطينيين، في إشارة إلى عمليات محاكاة محتملة للعملية في "أريئيل".
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في مدينة سلفيت، عقب إغلاق مدخلها الشمالي بالسواتر الترابية. وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، صوب الشبان، دون وقوع إصابات.
كما شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على مداخل قرية إسكاكا شرق سلفيت، وبلدة دير إستيا، والطرق المؤدية إلى بلدات وقرى غرب سلفيت. وقالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية إن جيش الاحتلال كثف إجراءات إغلاق وتمشيط في سلفيت ومحيطها بحثا عن فلسطينيين اثنين يعتقد أنهما نفذا عملية إطلاق النار في "أريئيل".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إن قائد المنطقة الوسطى، يهودا فوكس، وقائد فرقة الضفة الغربية العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، آفي بلوط، أجريا تقييما عملياتيا مع جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة، في موقع عملية إطلاق النار على مدخل مدينة "أريئيل".
وقال الجيش الإسرائيلي، إن تحقيقاته خلصت إلى أن شابين فلسطينيين وصلا بمركبة خاصة إلى نقطة حراسة الغربية عند مدخل مستوطنة أريئيل، ونزلا منها وقتلوا بالرصاص حارس أمن كان يتواجد في الموقع. وبحسب بيان الاحتلال فإن حارسة أمن تواجد كذلك في نقطة الحراسة، حيث تم تنفيذ العملية.
وقال الجيش إنه دفع بقوات كوماندوز برفقة عناصر من وحدة المظليين ووحدة "عوكتس" (المسؤولة عن تدريب كلاب لخدمة أغرضا عسكرية) ووحدة "مرعول" (قصاصو الأثر) وقوات من الشرطة. وقال إن الوحدات تجري عمليات مسح وتمشيط بناء على معلومات استخبارية وردت من الشاباك.
وأضاف البيان أن قوات الاحتلال "تحاصر مدينة سلفيت قرب أريئيل وتقوم بإجراء تفتيش شامل للخارجين والداخلين من وإلى المدينة، وقال إن قواته اعتقلت شخصا من برقين وآخر من مخيم بلاطة بزعم الاشتباه بصلوعهما "بأنشطة إرهابية".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، فجر اليوم، السبت، عن استشهاد الشاب يحيى علي عدوان (27 عامًا)، برصاص قوات الاحتلال في بلدة عزون، شرق قلقيلية. وأصيب الأسير المحرر، عدوان، برصاصة في القلب، خلال مواجهات اندلعت، عقب اقتحام قوات الاحتلال للبلدة، ونقل إلى المستشفى، إلا أن الطواقم الطبية لم تتمكن من إنقاذ حياته.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11") إن استشهاد الشاب عنوان جاء إثر إصابته خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في التي شرعت في عمليات البحث في محاولة للعثور على منفذي عملية إطلاق النار، وادعت أن قوات الاحتلال استهدفت الشهيد إثر إلقائه زجاجة حارقة.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل بلدة عزون ظهر اليوم، السبت، وذلك في أعقاب تشييع الشهيد عدوان في جنازة حاشدة شهدة مشاركة شعبية واسعة.
وأفادت مصادر فلسطينية أن المواجهات في عزون أسفرت عن إصابة شابين برصاص الاحتلال خلال على مدخل البلدة.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى درويش نزال الحكومي بمدينة قلقيلية، وصولا إلى منزل عائلته، التي ألقت نظرة الوداع على جثمانه، ومنه إلى مسجد عزون الكبير، حيث أدى المشيعون الصلاة عليه، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الشهداء بالقرية.
وردد المشاركون في التشييع منددين بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الأرض والمقدسات الإسلامية، وخاصة في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.