هجوم بئر السبع يقلب الموازين

pattern
details
22-03-24

هجوم بئر السبع يقلب الموازين

Hojom

إعتبر محلل عسكري إسرائيلي أن الهجوم الفتاك الذي وقع في بئر السبع ؛ يهدّد بزعزعة الساحة الفلسطينية في وقت حسّاس خصوصاً مع حلول شهر رمضان، حيث تكثّف حماس بالفعل جهودها لتصعيد العمليات في القدس والضفة الغربية.

 

 جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" للمحلل العسكري يوآف ليمور حول عملية الدهس والطعن المزدوجة التي وقعت أول أمس في بئر السبع، والتي نفذها الشاب الفلسطيني محمد أبو القيعان من النقب، حيث أسفرت عن مقتل ٤ إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين.

 

 وقال ليمور: "على الرغم من أن هجوم بئر السبع كان هجومًا فردياً وتم تنفيذه على ما يبدو دون أي تنسيق مع أشخاص آخرين، إلا أنّ حقيقة كون المنفذ هو مواطن بدوي من سكان النقب؛ من شأنه أن يؤجج الأوضاع، ومن المحتمل أن ينظر إليه الكثيرون على أنه بطل قام بتنفيذ عمليته بدوافع قومية"

 

 وأضاف المحلل العسكري الإسرائيلي: "لقد علمتنا التجربة السابقة أن المنظمات المسلحة ستحاول الآن تشجيع الهجمات المماثلة كما هو الحال دائمًا، سيتم تنفيذ أنشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، من شأنها أن تمنح الشباب أكبر قدر من الإلهام"

 

 وفي سياق حديثه عن الفروقات بين الآثار الأمنية للعمليات الفردية والعمليات المنظمة قال ليمور: "يمكن للشبكات المنظمة أن تخلق هجمات أكثر فتكًا، ولكنها ستكون أكثر عرضة للاعتقال بسبب عدد المشاركين، بينما من الصعب القبض على منفذ العملية الفردية إذا لم يترك آثارًا جسدية أو تكنولوجية، لكن الضرر الذي يمكن أن يفعله محدود النطاق".

 

 واستطرد: "من هذا المنظور، كان هجوم بئر السبع غير معتاد، حيث تمكن مهاجم واحد من قتل أربعة إسرائيليين قبل إطلاق النار عليه"

 

 ويرى ليمور أن التوقعات تشير بأنه سيتم تنفيذ عمليات مماثلة بعد هذه العملية، ما سيرفع من حالة التأهب للقوات في القدس الشرقية، وربما نقاط أخرى مشتعلة في الضفة الغربية، وعلى طول خط التماس، حيث سيكون التحدي الرئيس لقوات الأمن هو تقليل الاحتكاك وعدد الجرحى قدر الإمكان لتجنب تصعيد غير مرغوب فيه.

 

 أوضح: "لقد كان هذا هدف إسرائيل الأساسي مع اقتراب شهر رمضان وعيد الفصح للسماح للروتين اليومي العادي للناس بالاستمرار بأقل قدر ممكن من التدخل"

 

 وأشار ليمور إلى فشل الدوائر الأمنية الإسرائيلية في احتواء أحداث القدس في العام الماضي بقوله: "تلك الأحداث أدت إلى انزلاق إسرائيل في عملية "حارس الأسوار" في قطاع غزة"

 

 ولفت: "أن جميع المؤشرات كانت تفترض أن العوامل القائمة حالياً مثل (الوضع الاقتصادي، وتأثير الدول العربية المعتدلة، وسأم الجمهور الفلسطيني من الاشتباكات) من شأنها أن تكبح جماح الأعمال الأمنية".

 

 

وختم المحلل العسكري يوآف ليمور بقوله: "لكن الهجوم يهدّد بقلب كل شيء رأساً على عقب، ويجب على الأجهزة السياسية والأمنية بذل جهود أكبر لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، حتى لا يكون الشهر المقبل أكثر دموية وأكثر عنفًا مما هو عليه عادة".