المحللون يرون أن نتنياهو أقال غالانت بسبب تأييده لتجنيد الحريديين للجيش، وبسبب التحقيقات ضد مكتب نتنياهو حول تسريب معلومات سرية من الجيش وتزوير بروتوكولات اجتماعات الكابينيت السياسي – الأمني خلال الحرب
محتجون يغلقون شارع أيالون المركزي في تل أبيب بعد الإعلان عن إقالة غالانت، الليلة الماضية (Getty Images)
أجمع المحللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الأربعاء، على أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أقال وزير الأمن، يوآف غالانت، أمس، بهدف ضمان استمرار ولايته التي يعرقلها غالانت بسبب تأييد لتجنيد الحريديين للجيش، وأن نتنياهو يسعى إلى إقالة حراس العتبة وقيادة الأجهزة الأمنية على خلفية التحقيق في القضيتين الأمنيتين في مكتبه.
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
في هذه الأثناء، أصدرت المحكمة العليا قرارا، اليوم، أمهلت من خلاله نتنياهو حتى الساعة 12:00 من ظهر غد كي يقدم رده على التماس ضد إقالة غالانت.
وكان نتنياهو قد قرر إقالة غالانت، في آذار/مارس الماضي، على خلفية تحذيراته من تأثير الاحتجاجات ضد خطة إضعاف جهاز القضاء على الجيش وبالتالي المس بأمن إسرائيل. "وهذه المرة تمت إقالته لأن رفضه شرعنة تهرب الحريديين من الخدمة العسكرية يشكل تهديدا محتملا على حكم نتنياهو"، وفقا للمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع.
وانتقد المحللون إقالة غالانت في ذروة حروب إسرائيل على غزة ولبنان واتساعها المحتمل مقابل إيران. واعتبر برنياع أن "بقاء نتنياهو في الحكم أصبح الأمر الأهم. وهذا أهم من أداء الجهاز العسكري في ذروة الحرب، عشية هجوم إيراني؛ وعندما يكون رئيس الحكومة أهم من الدولة التي يرأسها، فنحن ديكتاتورية".
وأضاف حول تعيين وزير الخارجية الحالي، يسرائيل كاتس، وزيرا للأمن خلفا لغالانت، أن "إدارة الحرب ليست المنصب الذي تم تأهيل كاتس له. وبإمكان الجيش أن يتدبر أمره بدون وزير أمن، لكن ماذا سيحدث في الاتصالات المعقدة مع وزارة الدفاع الأميركية. وإذا استخدم كاتس في هذه الاتصالات المفاهيم الدبلوماسية ذاتها التي تسببت له بخصومات مع جميع الدول خلال ولايته كوزير خارجية، فسنواجه مصائب".
نتنياهو وغالانت خلال مؤتمر صحافي في بداية الحرب على غزة (Getty Images)
ولفت برنياع إلى أن "ادعاء نتنياهو أنه لا توجد ثقة بينه وبين غالانت صحيح. ولكن لا توجد ثقة أيضا بينه وبين وزير خارجيته الجديد، غدعون ساعر. ونتنياهو ليس مهتما بمسألة الثقة بينه وبين وزرائه طالما أنهم لا يهددون استمرار حكمه. ومن أجل أن يشعر أنه كبير عليه تصغيرهم".
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن إقالة غالانت مساء أمس كانت الأصعب منذ هجوم 7 أكتوبر من العام الماضي، "لأن حماس رصدت حينها أن إسرائيل في موقع ضعيف داخليا بشكل غير مسبوق، وأن المجتمع الإسرائيلي ممزق بسبب محاولة إضعاف جهاز القضاء التي قادها نتنياهو".