الذي يقرأ عنوان المقالة قد يتفاجىء بالسؤال التالي:- هل ايران سببت الرعب لنتنياهو وبايدن وترامب في أن واحد بعد أن توعدتهم بأنها سترد أزاء أغتيال أسماعيل هنية؟ ولماذا هذا الرعب و((اسرائيل)) وواشنطن لديهما القوة العسكرية للرد على أي هجوم أيراني مرتقب؟.وفي هذا الاتجاه نشر المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية ((يوسي يهوشواع)) تقريرا تطرق من خلاله للتصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب وتآكل الردع الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر2023 ((طوفان الاقصى)).
وقال المحلل العسكري في التقرير الذي جاء بعنوان “توازن رعب جديد بين إيران وإسرائيل” ((إنه لسنوات عديدة لم تهاجم إيران إسرائيل بشكل مباشر، ومنذ السابع من أكتوبر 2023 تآكل الردع وبدأت طهران في خلق نظام جديد)).
وأضاف يهوشواع “الاختبار التالي سيكون عندما “تظهر إمكانية تصفية” جنرال إيراني آخر وقد يتم النظر في الأمر بجدية لكن من المشكوك فيه أن يتم تنفيذه”، مردفا بالقول “وهذا يشكل بالفعل أنتهاكا للردع، وهو ما يجب على إسرائيل أستعادته”.ويوضح المحلل العسكري ((أن التصعيد الأخيرأنشأ توازنا جديدا من الرعب بين إيران وإسرائيل أستنادا إلى التآكل الدراماتيكي للردع الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر2023)).
وذكر أنه خلال هذه السنوات أقامت إيران بقيادة قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني ما يوصف بـ”حلقة النار” حول ((إسرائيل)) لتشكل مجالا للمناورة.
ويضيف المحلل ((أن الخطوة الإيرانية وضعت إسرائيل أمام أجندة جديدة بعد أن قرروا في إيران بشكل فعلي إنهاء العصر الذي يوصف بالمعركة بين حربين، أي ردع إسرائيل من شن عمليات ضد مندوبين إيرانيين في الأراضي السورية واللبنانية)).
ويفيد في تقريره “بعيدا عن عواقب السابع من أكتوبر، فقد أدرك الإيرانيون جيدا الصدع الذي تشكل بين إسرائيل وحليفتها الأكثر أهمية الولايات المتحدة.. لذلك يمكننا أن نزعم بأننا نجحنا في تشكيل تحالف دفاعي دولي والرد بشكل يظهر وكأنه أحرج الإيرانيين من دون الانجرار إلى حرب بتنسيق مع واشنطن التي فعلت كل ما بوسعها لتوضح أنها ليست شريكة في الهجوم”.
وفي ختام التقرير أكد المحلل الاسرائيلي أنه “يجب على إسرائيل أن تنهي وبسرعة الحرب المتواصلة في قطاع غزة والتوقف عن إطلاق شعارات فارغة حول “الانتصار المطلق” والتوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن، وإذا لم يحصل هذا يجب تسريع العملية العسكرية المخططة في رفح”.وبين أنه ((بعد وقف إطلاق النار في غزة ستهدأ النار في لبنان، وعندها فقط ستتمكن إسرائيل من بناء قوتها العسكرية وفقا للواقع الذي تغير بالكامل)). وأخيرا يمكن القول أنه منذ عملية “طوفان الأقصى” وفتح جبهات الإسناد للمقاومة في غزة سارت الأحداث بشكل حقق لإيران وحلفائها مكسبين إستراتيجيين:تآكل تدريجي في مفهوم الردع الإسرائيلي بمعناه الإستراتيجي والإقليمي.و تراكم تدريجي في مفهوم الردع الإيراني الإستراتيجي كدولة إقليمية تعتبر قائدة لمحور المقاومة في المنطقة.
بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية