هرمنا
سقطْنا مِنْ سطحِ الوقتِ
كأنّنا في فقاعةِ صابونٍ نحلّقُ
/ هرمنا وثَقَبْنا العمرَ بأملٍ
يرمّمُ جُرحَهُ وحليبُ الرّضيعِ
يميعُ بدمِ السّحاب.
يا ابنَ الحرّيّةِ المتسوّلة
كغُصَّةِ الغيابِ في مطلعِ القصيدة
أعدَّ للغدِ ألوانَ النّجمِ الوليد
وهُزّ الأملَ بيدٍ مِنْ حديد
/ فالنّصر أخُ الخسارةِ بالرّضاعة /
أيّها الشّعبُ المتلعثمُ
في شراكِ القراصنة؛
اضربْ بألمكَ ألمَك
وكن للخوفِ نشيدًا يُلهِبُكَ
يا ابنَ الحرّيّةِ المشتعلة
هبْ مِنْ لدُنكَ
فرسانًا يضيئونَ عتمةَ الثّورةِ
شهبًا في السّماءِ المُدْلَهِمَّة.
/ هرمنا (واشتعل الرّأسُ شيبًا)
وسرنا في الوحلِ ينتعلُنا حذاءُ العدم
ولنا من الغدِ أمسُهُ وشمسُهُ
تخدِشُ رائحةَ الألم
ننهضُ مِنَ الرّكامِ
كالمدادِ يسقطُ من فوّهةِ القلم
فالغدُ كحبّاتِ المسبحةِ
تنزلقُ بينَ أصابِعك
فسبّح لله (بكرةً وأصيلا)
يا ابنَ الحُرّيّةِ المسْتَعْسِرَة
كنْ للطّاغوتِ طائرًا جارحًا
يحملُ الصّرخةَ والسّلاحَ
ومن الزّهرِ إكليلا.
/ هرمنا كسطوةِ المللِ على الأملْ
كدمعِ الفُكاهةِ على طاولةِ الضَّجَرْ
أيّها المتكئُ على بندقيّةِ
الحرّيّةِ المعمّرةِ بأرواحِنا
ثمّةَ على الرّصيفِ أشلاءُ
أمٍّ تلملمُ أطفالَها وتبتسمُ للقدرْ
ليست الثّورةُ جولةً بلْ
ليلاً سابحًا في حقيبةِ سفر
فإنْ سألكَ الموتُ عنّي
فإنّي ألِدُ الحرّيّةَ وردةً
ساجدةً في ظلِّ القمرْ