تصاعدت المخاوف بشأن استخدام روسيا الأسلحة الحرارية أو القنابل الفراغية، بعد أن قال السفير الأوكراني لدى الولايات المتحدة إن قنبلة فراغية قد استخدمت خلال الهجوم الحالي على بلاده.
ورغم أن تلك المعلومات لم تتأكد بعد، فإن صحيفة "الغارديان" (The Guardian) تقول إن لقطات من أوكرانيا أظهرت قاذفات صواريخ حرارية على مركبات "توس-1" (TOS-1) الروسية.
وتنقل في تقرير لها حول الموضوع عن الدكتور ماركوس هيلير، كبير المحللين في معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي، قوله "حتى إن لم يتضح بعد ما إذا كانت روسيا قد نشرت هذه الأسلحة بعد في أوكرانيا، فإن الأمر مجرد مسألة وقت".
فما الذي يعنيه ذلك؟ هذا ما يجيب عنه هذا التقرير بطرح 4 أسئلة:
أولا، ما القنبلة الفراغية؟
تحتوي القنبلة الفراغية على ذخيرة من وقود صلب يحترق بسرعة عالية ويتحول إلى غاز أو سائل رذاذي ملتهب يمتص الأكسجين، فيهجم الضغط الجوي من جميع الجهات ليعوض الأكسجين المنعدم.
تحدث عند انفجارها غيمة تفجيرية تنتج عنها كرة نارية هائلة وتفريغ كبير في الضغط. وتبلغ الحرارة الناتجة عن عملية التفجير نحو 3 آلاف درجة مئوية، فتكون بذلك ضعف الحرارة الناتجة عن القنابل التقليدية.
ولا يقتصر التدمير في المنطقة المستهدفة على واجهات المباني أو السطوح، بل إن الأجزاء الخلفية من كل ما هو موجود يصيبها الدمار أيضا. وحتى الأهداف التي توجد تحت الأرض كالمخابئ والمخازن والأنفاق فإنها تصاب بالدمار. وهذه الأهداف المحصنة لا تصلها الأسلحة التقليدية غالبا، غير أن القنبلة الفراغية تصيبها.
ولأن المحيط المستهدف يفرغ ما فيه من الأكسجين، وبسبب ارتفاع درجة الحرارة المتولدة عن الانفجار يهلك جميع الأحياء اختناقا واحتراقا وتزول المباني انهيارا وانهداما.
والقنبلة الفراغية من القنابل التي يحظر استخدامها بحسب الاتفاقيات الدولية شأنها في ذلك شأن القنابل الفسفورية وقنابل النابالم والقنابل الانشطارية والقنابل العنقودية.
ثانيا، لماذا تستخدم؟
تُستخدم هذه الأسلحة لأغراض متنوعة، وتأتي بأحجام مختلفة. ويقول هيلير للغارديان إن ما قد نراه في أوكرانيا هو أن روسيا قد تستخدمها ضد "الملاجئ المحصنة" لتدمير المواقع الدفاعية للأوكرانيين، ولديها نماذج كبيرة للغاية من هذه الأسلحة يمكن أن تطلق من الجو لتدمير الكهوف ومجمعات الأنفاق.
ثالثا، أين استخدمت من قبل؟
استخدمت كل من القوات الروسية والغربية هذه القنابل منذ الستينيات، فقد اعتمدت الولايات المتحدة عليها في محاولاتها للقضاء على عناصر تنظيم القاعدة في جبال أفغانستان. ويقول هيلير إن روسيا لديها سجل حافل في استخدام هذا النوع من الأسلحة أكثر بكثير من الغرب، كما أن لديها مثل هذه الأسلحة بجميع الأحجام والأنظمة، من أسلحة تكتيكية صغيرة إلى قنابل ضخمة تطلق من الجو.
ويضيف أن "الانفصاليين الذين كانت روسيا تدعمهم في منطقة دونباس، دأبوا على استخدام مثل هذه الأسلحة خلال عدة سنوات". وفي عام 2000، أدانت هيومن رايتس ووتش ما تردد عن استخدام روسيا لهذه الأسلحة قبل عام من ذلك التاريخ في الشيشان، ووصفتها بأنها "تصعيد خطير" له "تداعيات إنسانية هائلة".
رابعا، ما مدى خطورتها؟
يقول هيلير إن الأسلحة الحرارية كانت فعالة في تحقيق "هدفها المحدد" المتمثل في "تدمير المواقع الدفاعية بدرجة أساسية". وفي حين أنها لا تستخدم لاختراق دبابة، فإنها يمكن أن تكون "سلاحًا مدمرا للغاية" ضد مجمع سكني أو أي مبنى آخر.
يقول هيلير "إن آثارها يمكن أن تكون مروعة للغاية، بسبب تأثيرها الهائل المتمثل في خلق فراغ وامتصاص الهواء من رئتي المدافعين"، ويتوقع هيلير رؤية المزيد من هذه الأسلحة في الصراع الحالي في أوكرانيا، موضحاً أن أحد الأشياء التي نعرفها عن التكتيكات الروسية هو أنهم على استعداد في الحروب لتدمير كل شيء، و"من الواضح أن الأوكرانيين يتنقلون عبر ملاجئ تحت الأرض.. ومع استمرار ذلك سوف يلجأ الروس أكثر وأكثر لاستخدام أي أسلحة لديهم.. بما في ذلك الأسلحة الحرارية في المناطق الحضرية المبنية"، حسب قول هيلير.