من هي وحدة جدناع الإسرائيلية

pattern
details
22-04-02

من هي وحدة جدناع الإسرائيلية

جدناع" هي اختصار للكلمتين "جدودي نوعار"؛ أي كتائب الشبيبة، تأسست عام ١٩٣٦ في أعقاب اندلاع الثورة العربية الفلسطينية، بهدف دعم عمل "الهاغاناه"، وتشكلت من الشبيبة اليهودية من ١٤ إلى ١٧ عامًا، وأوكلت إلى هذه الكتائب مهام محددة مثل إجراء الاتصالات ونقل المعلومات اللازمة لتحركات قوات "الهاغاناه". وتحولت وحدة "الجدناع" إلى كتيبة داخل جيش الاحتلال بعد النكبة عام ١٩٤٨، تهتم بتدريب الشبيبة على استعمال الأسلحة الخفيفة والتدريبات الميدانية خطوةً في إطار التحضير للانخراط في الخدمة العسكرية الإجبارية، وأقامت قيادة "الجدناع" معسكرات لها في عدة مواقع لتدريب منتسبيها قبل انخراطهم في الجيش. وتضم الوحدة في عضويتها متطوعين من مختلف الفئات، توزعهم على الكتائب البرية، والجوية، والبحرية، ويتلقون التدريب العسكري كل حسب تخصصه. ومن خلال التدريب الرياضي القاسي تعمل "الجدناع" على بناء أجساد أعضائها، وتعلمهم الاستعداد والانتظام الدائمين، والسيطرة على النفس وتبني روح القيادة. وتساهم "الجدناع" في نظام التعبئة العامة والخدمة في المواقع المدنية أثناء الحرب، مثل المستشفيات والمصانع لسد الفجوة التي يتركها جيش الاحتياط. وتركز الوحدة على تغذية روح الاحتلال والحقد على العرب، وبالأخص الذين يسكنون أرض فلسطين، وتعرفهم على ما يصطلح عليه الصهاينة بـ"إسرائيل الكبرى"، وتعلمهم محبتها، وتشجعهم على التطوع في المشاريع التي تخدم الاحتلال. ولا توجه هذه الوحدة أنشطتها تجاه الإسرائيليين فقط، وإنما تتوجه إلى الطلبة الفلسطينيين لاسيما في النقب، حيث تنشط هذه في بعض المدارس هناك. التحريض على العرب في حديث خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" قال المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد: إنّ وحدة "الجدناع" تضم في عضويتها الكثير من الشباب الصغار من فئات مختلفة، وتخضعهم لتدريبات ميدانية وعسكرية قاسية، وتركز في عملها على التحريض ضد العرب، وغرس الروح العسكرية الإسرائيلية لديهم. ويوضح أنَّ تشكيل هذه الوحدة نتج عن نقص القوى البشرية لدى الاحتلال، وهو ما ساهم نوعًا ما في خلخلة المنظومة الأمنية إجمالًا؛ فعندما يكون لديك نقص في القوى البشرية، وتكون الأيدي العاملة ليست ذات كفاءة تضطر للتوجه نحو اتجاهات مختلفة لإيجاد الحلول، ولكن في الغالب ما تفشل. ويضيف أن "الوحدة تأتي في سياق مساندة شرطة وجيش الاحتلال، وتعد هذه الوحدة الأكثر خطرًا على الفلسطينيين". ويبين عواد أن أسباب نشاط هذه الوحدة في النقب، يعود "لعدم قدرة جيش الاحتلال السيطرة على هذه المنطقة، وبالتالي يرسل هؤلاء الشبان الصغار غير المؤهلين بعد ليكونوا جنودا في جيش الاحتلال، وبالتالي يمكن أن تكون جرائمهم أكبر، خاصة أنهم مؤدلجين ومعبَّأين من الحاخامات، وهو ما قد يساهم في زيادة عملهم الإجرامي بحق الفلسطينيين، بالإضافة لوجود شعور لدى حكومة الاحتلال أنها غير قادرة على القيام بخدمتها في النقب، ما دفعها للسماح لمثل هذه الفئات بالوجود هناك". ويتابع عواد أن الاحتلال يهدف إلى تهجير البدو، ومنع تمددهم، والسيطرة على كل الأراضي الفلسطينية في النقب. عمليًّا الفلسطينيون يسيطرون على ما مساحته 5٪ فقط من النقب، والاحتلال يريد حصرهم في 1٪ فقط؛ من أجل تشجيع اليهود على الهجرة إلى النقب والسكن فيه، من خلال بناء المستوطنات والمدن الجديدة فيه. من جانبه، قال منسق لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب، جمعة الزبارقة: من المعلوم أن النقب ومنذ مدّة يعيش في أزمة مع "السلطات الحكومية" ومخططاتها الرامية إلى تهجير السكان، وسلب أراضيهم، من خلال مشاريع استيطانية مختلفة، وبالتالي فهم يحاولون كيّ الوعي العربي الفلسطيني، وتشتيت انتباه السكان العرب عن قضاياهم الأساسية والمركزية. وأكد زبارقة، في حديث خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنَّ "السلطات الحكومية" ترصد ميزانيات مالية كبيرة لمصلحة الجيش لدعم عدة وحدات، منها "الجدناع"، لتجنيد العرب، على الرغم من أنه لا وجود للتجنيد الإجباري للعرب، لكنهم يهدفون لتشويه الهوية الثقافية العربية الفلسطينية للسكان البدو في النقب، وتجنيدهم في صفوف الجيش من خلال تقديم الإغراءات والامتيازات المختلفة لهم، في إطار نقص عدد المتطوعين في صفوف الجيش، حيث إنَّ ٦٢٪ من أبناء النقب تحت سن الـ٢٥ عامًا. وبيّن زبارقة أن استهداف هذه الفئة الشابة من العرب، والتي لم تتبلور لديهم الهوية بعد في هذه المرحلة من الحياة، يرمي بكلّ تأكيد للسيطرة عليهم، مشيرًا إلى أن لجنة المتابعة العربية تتخذ الخطوات كافة لمنع تجنيد العرب ضمن صفوف الجيش، الذي يقمع أبناء شعبنا الفلسطيني، وأكد أهمية تسليط الإعلام على مثل هذه الأمور؛ لزيادة الوعي لدى الأهالي، وزيادة اهتمامهم بأبنائهم.