الحكومة الإسرائيلية تدعم تشكيل عصابات إستيطانية مسلحة من أجل تطبيق نظرية أرض أكثر وسكان أقل

pattern
details
22-03-30

الحكومة الإسرائيلية تدعم تشكيل عصابات إستيطانية مسلحة من أجل تطبيق نظرية أرض أكثر وسكان أقل

بقلم الكاتب والإعلامي حمزة البشتاوي

Hamzaفي يوم الأرض

 

الحكومة الإسرائيلية تدعم تشكيل عصابات إستيطانية مسلحة من أجل تطبيق نظرية أرض أكثر وسكان أقل

 

عملت الحركة الصهونية وإسرائيل لاحقاً لتحقيق مقولة (أرض أكثر وسكان أقل) عبر الإستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي لإنشاء مستوطنات تحكمها عصابات إستيطانية مسلحة تعمل على طرد ومصادرة أراضي الفلسطينيين كما حصل في الثلاثين من آذار العام 1976 وإستقبال مستوطنين يهود جدد من كافة دول العالم مع التركيز حالياً على يهود أوكرانيا ، وتدعم الحكومة الإسرائيلية هذه العصابات إستناداً لمدى قدرتها على إجتذاب مستوطنين جدد وتوسعة وبناء المستوطنات وهذا الأمر مرتبط مباشرة بالصراع الجغرافي والديمغرافي الذي تريد من خلاله الحكومة الإسرائيلية وأحزابها القديمة والجديدة تكرار أكذوبة (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وتصعيد الجدل القائم حول ما سميّ بالقنبلة الديمغرافية وتراجع نسبة اليهود أمام الفلسطينيين في فلسطين التاريخية وهذا ما يدفع الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية والعسكرية للعمل وفق خطط وبرامج سياسية وأمنية خطيرة يتحرك من خلالها بلدوزر الإستيطان وسياسات الطرد الجماعي ومنع لم الشمل، خوفاً من المجتمع الفلسطيني الفتي في الداخل والضفة وغزة والشتات.

كما أن هذه الحكومة تتحرك بشكل عنصري مسكون بهوس الديمغرافيا ولا يمر يوم إلا وتقوم به بتعداد السكان الفلسطينيين متمنية وساعية إلى التخلص منهم لصالح مشروع يهودية الدولة.

وقد شكلت الحركة الصهيونية ولاحقاً الحكومة الإسرائيلية الكثير من العصابات الإستيطانية المسلحة منذ العصابة السرية المسلحة (هاشومير) عام 1909 ولاحقاً البالماخ والهاجانا والأرجون وصولاً اليوم إلى ما يسمى شبيبة التلال وتدفيع الثمن وليس آخراً عصابة مسلحة تحت أسم (برئيل) بقيادة الضابط كوهين ألموخ من حزب إيتمار بن غفير وبدعم من الشرطة الإسرائيلية وبلدية بئر السبع والشاباك ومهمتها الأساسية العمل على تهديد أهالي النقب وإقتلاعهم من أرضهم من خلال مصادرة الأراضي والإعتقالات وهدم القرى والبيوت والتضييق على أهل النقب الذين يشكلون أكثر من 33% من السكان ويعيشون على أقل من 5% من مساحة النقب البالغة 14 ألف كيلومتر مربع والباقي إستولى عليها الجيش والمستوطنون.

وعلى الرغم من إستمرار عمليات مصادرة الأراضي ومحاولات التهجير يزداد تمسك الفلسطينيين بأرضهم ويعتبرون يوم الأرض محفزاً إضافياً لزيادة الوعي والتمسك بالأرض والهوية الوطنية وخاصة في مناطق الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية ويتوقع أن تأخذ قضية النقب والأسرى الحيز الأكبر في فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض هذا العام إستناداً إلى تنامي الحراكات الشبابية التي تعيد توحيد النضال الفلسطيني بعيداً عن صدمة النكبة والنكسات والخيبات لأن بقاءهم وتمسكهم بالأرض والهوية هو إنتصار للعدالة والديمغرافيا والجغرافيا والتاريخ.