الكلب الكنعاني الذي كان يملأ جبال فلسطين أصبح اليوم يعيش مطارداً ومهجراً بعد أن كان مستقراً بعلاقته القديمة والحميمة مع أهل البلاد
وهو كلب يتميز بذكائه ووفائه الشديد إضافة لقوة تعلقه بصاحبه وقدراته الذاتية العالية بحاسة الشم ومهمات الحراسة ولكن حظ كلابنا أيضاً كان عسيراً منذ ما قبل النكبة حيث لم تعرف راحة البال ورغد العيش بعد أن قامت العصابات الصهيونية وخاصة شتيرن والهاجانا والأراغون بسرقتها وترويضها وتدريبها منذ ثلاثينات القرن الماضي كي تحارب أهل البلاد والإعتداء عليهم وأرهابهم، كما عملت تلك العصابات على تجنيد الكلب الفلسطيني في صفوفها كونه يستطيع تحمل كافة الصعاب وظروف الحرب ولاحقاً قامت قوات الجيش والشرطة بالعمل على ترويض هذه الكلاب وتدريبها من أجل استخدامها في المواجهات وخاصة في الضفة الغربية، ولكنها لم تتجاوب في الحرب ضد أصحابها الأصليين مما إضطر الجيش الإسرائيلي أن يستورد كلاب من خارج البلاد وتأسيس وحدة عسكرية أطلق عليها أسم وحدة (عوتكس) اللدغة وهي وحدة متخصصة بترويض وتدريب الكلاب للقيام بعمليات هجومية وملاحقة الأشخاص وإكتشاف أسلحة ومواد متفجرة وذلك باستخدام حاسة الشم والأسنان الحادة وقد تم استجلاب كلاب لتلك الوحدة من عدة دول أوروبية أبرزها هولندا وهي كلاب حربية شرسة وغريبة عن الناس والمكان ولذلك تستخدم ضد الأطفال والنساء والأسرى في السجون كما إنها أستخدمت في عدة عمليات عسكرية أبرزها محاولة الهجوم على قواعد وأنفاق الناعمة التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في العام 1988 حين تقدمت وحدات من الجيش والكلاب الإسرائيلية بإتجاه الأنفاق لمهاجمتها عبر وضع كميات كبيرة من المتفجرات على الكلاب ولكن المقاتلين المدربين على كل أنواع القتال إكتشفوا العملية وأفشلوها بعد معركة طويلة قتل فيها قائد الهجوم وعدد من الجنود والكلاب.
وفي العام 2006 أصيب عدد من جنود وحدة جولاني وكلاب وحدة عوتكس إصابات قاتلة في بلدة مارون الراس وأخذت أخفاقات وحدة جولاني ووحدة عوتكس حيزاً كبيراً من النقاشات الإسرائيلية حول هزيمة العام 2006.
وفي ظل الفشل المتكرر للكلاب الإسرائيلية العاملة في الجيش والشرطة وعدم تجاوب كلاب البلاد فإن الإعتماد بات محصوراً على الكلاب المستوردة وخاصة من ألمانيا وبلجيكا وهولندا وتسير هذه الكلاب بكامل شراستها ولا تكترث سوى بما يمليه عليها المدربين التابعين للشرطة ولوحدة عوتكس، مع ملاحظة غياب شبه تام للكلاب البلدية وخاصة في الطيرة وأجزم وعين غزال ليتبين لاحقاً بأن العمال الآسيويين الذين تم إحضارهم إلى المنطقة للعمل بديلاً عن اليد العاملة الفلسطينية وخاصة من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة يقومون في هذه البلدات والقرى باستدراج الكلاب والإستفراد بها بين بيارات الموز لقتلها وتناول لحمها وسط عدم إكتراب حقيقي من قبل الشرطة الإسرائيلية لهذه الأعمال كونها تستهدف كلاب بلدية رفضت التعاون معها و يجب الإستغناء عنها لصالح الكلاب المستوردة والتي سيأتيها يوم وتعود من حيث أتت وتترك هذه البلاد.