حسن عبادي/ مجد الكروم-حيفا
أقام نادي قراء المجد في قرية مجد الكروم الجليلية حفل إطلاق كتاب "رسائل كسرت القيد" للأسير أسامة الأشقر وذلك مساء الأربعاء 21.06.2023 بحضور غفير من المهتمين بأدب الحريّة، ومن بينهم أسرى محرّرين، وأعضاء اتحاد الكتاب الفلسطينيين الكرمل-48، وأعضاء من منتدى الكلمة.
أدار اللقاء الناشط الثقافي علي مناع (مدير المكتبة)، وكانت بدايةً محاضرة للدكتورة سوار عاصلة (باحثة في علم النفس الاجتماعي وبروفيسور مساعد في جامعة كاليفورنيا الأمريكية) عنوانها: "دور اللغة في تشكيل وعي وعواطف الأقليات"، وخلاصتها أننا لسنا بالضرورة أكثر عاطفية في لغة الأم، اللغة المرتبطة بالاضطهاد (مثل العبرية) تُشعر الأقلية بعدم الأمان، التعبير المبالغ عن اعتزازنا بمجتمعنا وثقافتنا بذواتنا في اللغة العبرية هو تعويض عن الشعور بالدونيّة، واكتساب وتعلّم اللغات يجب أن يكون ضمن إطار تطوير هوية جماعية متينة ومحصّنة. وفي نهاية محاضرتها تم تكريمها من قبل المكتبة.
وكانت المداخلة الرئيسة حول كتاب "رسائل كسرت القيد" (رسائل ومراسلات، الصّادر عن "جسور ثقافيّة/ الرعاة للدراسات والنشر) للمحامي الحيفاوي حسن عبادي الذي تحدّث بدوره عن علاقته بالأسير أسامة الأشقر ولقاءاته به، وأضاف أنّ الكتاب يشمل جزئين؛ الجزء الأول رسائل شخصيّة/ عامة كما في رسائله إلى أفراد أسرته المقرّبين: والده، وإلى أمه، وإلى مناره/ منارته.
وأخرى عامة؛ وجدها خواطر وومضات، عُصارة تجربة أسامة، بطولِها وعرضها؛ رسالة عن الحب، وأخرى إلى البحر، ورسالة إلى سنبلة، وأخرى إلى سوسنة، ورسالة إلى شمس وقدر وليلة مقمرة، وإلى طاووس، وأخرى إلى فراشة، وإلى الحمامات.
وكذلك رسائل فلسفيّة وفكريّة إلى مثقفين راحلين؛ شكسبير وماسلو، وإلى جابوتنسكي وجورج أورويل، وإلى نزار قباني ومحمود درويش، وأخرى إلى الحريّة.
واشتمل الجزء الثاني رسائل/ نداءات أسامة إلى دول وعواصم، وإلى مؤسسات، وكذلك مراسلات مع مبدعين، وإلى القائمين على مبادرة "أسرى يكتبون"، ورسائله إلى إعلاميين.
كتب أسامة آلاف الرسائل، وهدفه كما يقول هو ربط الحالة النضالية المتمثلة بشريحة الأسرى مع الحالة الإبداعية المتمثلة بالشخوص الذين يقرأ عنهم في الصحف أو يسمع مقابلاتهم عبرَ الإذاعات، وذلك يصب في دفع مسيرة النضال الوطني إلى الأمام، والنضال لا يقتصر على جانب واحد من الجوانب.
تحرّر كتابات أسامة ورسائله عبر القضبان رغم أنف السجان، تماماً كالنُطف المحرّرة، تشكّل تحدياً كبيراً للسجن والسجّان وتُثبت أنّ احتجاز أسامة وآلاف الأسيرات والأسرى الفلسطينيين خلف القضبان لا يمنعهم، ولن يمنعهم من ممارسة حياتهم وحريّتهم عبر حروفهم دون كللٍ أو يأسٍ أو هوان، وهذا ما حقّقه ويحقّقه أسامة كل صباح وكل مساء، وما جسّده في هذا الكتاب.
يحاول أسامة عبر مئات الرسائل التي يُبرقها لكلّ حدب وصوب حشد أكبر تضامن فلسطيني وعربي وعالمي مع الأسرى الفلسطينيين وقضيّتهم، جراء عجز مؤسساتنا وصمتها صمت أهل القبور.
وفي نهايتها قرأ برقيّة الكاتب المقدسي محمود شقير وجاء فيها: "عزيزي الأستاذ حسن عبادي/ تحياتي/ أغبطك وأنت تجوب البلاد طولًا وعرضًا مدافعًا عن أسيراتنا وأسرانا، مقدمًا كتبهم في الندوات وفي اللقاءات الجماهيرية، وآخرها هذا الكتاب؛ كتاب أسامة الأشقر: رسائل كسرت القيد الذي تواصل أسامة من خلاله مع أمه وأبيه ومع حبيبته منار، ومع البحر والسنبلة والشمس، ومع مئات الشخصيات من الماضي والحاضر، من المثقفين والسياسيين والأدباء والمفكرين.
الحرية لأسامة ولكل أسيراتنا وأسرانا في سجون الاحتلال، والتقدير لزوجته منار ولكل عائلات الأسرى والشهداء، لك أيها العزيز كل التقدير".
هذا وألقت الكاتبة أسمهان خلايلة كلمة الأسير (نيابة عنه) وجاء فيها: "تحية المجد لأرض المجد ولأصحاب الأمجاد وللقامات المجيدة... تحية يلفها الفخر والإكبار المروّسين بعظيم المحبة والإجلال. تحية من لهيب النقب ونفحة اللهب حرارة وإصرارا على الحياة. تحية تنازع الأسوار والقيود والأسلاك الشائكة وتحلق في جبال الكرمل والجرمق وفقوعة الحزينات منذ الشهيد الأول والثائر الأول والأسير الأول.
اليوم أتحرر مجدّدا وأستشعر وجودي بينكم وأعلم أن كلماتي تُعيد إنتاج الحرية بأبعادها وأشكالها المتعددة.
أهلنا الأحبة؛ سنواصل العمل لقتل ليس المؤبد فحسب بل للانطلاق للمرحلة القادمة من المشروع الثقافي المتمثّل في تعزيز تواجدنا عالمياً عبر شبكة المتضامنين الأحرار من كل أنحاء العالم وهو ما نُصرّ عليه جازمين انه سيتحقق" وأنهت كلمتها قائلة: "انتهز هذه الوقفة لأبعث بعميق شكري وامتناني للأسير الحر هيثم جابر الذي تفضّل مشكوراً بكتابة مقالته الرائعة حول روايتي "طيور المساء". هيثم الحر وأنا الأسيرة، أنتم من تفضّل علينا ويعلمّنا درساً في الشرف والإثرة وحب الوطن والتضحية بأثمن ما منح الله الإنسان...الحريّة".
وفي الختام تم تكريم الأسير أسامة الأشقر بدرع تكريمي قدّمه له الناشط علي مناع ورافقه نديم يونس (أخ الأسير المحرر كريم يونس) والمحامي الحيفاوي حسن عبادي وقامت باستلامه (نيابة عن أسامة) أم الشهيد أسيل عاصلة، وقام المحامي حسن عبادي بتوقيع الكتاب نيابة عن أسامة.