إيناس مريح
شارك عدد من أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة لصالح شارع 6 "عابر إسرائيل" واستمراريته في السهول التابعة لقرى جديدة - المكر، وكفر ياسيف، وأبو سنان، في لقاء على أراضيهم المهددة بالمصادرة في المنطقة، بحضور مخطط المدن بروفيسور يوسف جبارين، وعدد من رؤساء السلطات المحلية، أمس الخميس، للاطلاع على آخر التطورات في قضية المخطط الجديد لشارع 6 الذي يهدد بالتهام آلاف الدونمات من الأراضي العربية.
وبحسب خرائط المخطط فإن شارع 6 سيقتطع مساحات واسعة من الأراضي الخاصة لمواطنين من القرى المذكورة، والذين يرفضون جملة وتفصيلا اختراق أراضيهم، ويطالبون بتبني المخطط الجديد الذي أعده بروفيسور جبارين، والذي بموجبه يتم نقل المخطط إلى الجهة الغربية للأراضي وتنفيذه على ما تسمى "أراضي الدولة"، وعدم التسبب بالضرر لأصحاب الأراضي العربية.
ورافق "عرب 48" أصحاب الأراضي في منطقة الجليل لتسليط الضوء على قضية الأراضي المهددة بالمصادرة لصالح شارع 6.
وصف بروفيسور يوسف جبارين مخطط شارع 6 الجديد بأنه "غير مهني وغير منطقي"، وقال إن "هذا المخطط المركب من مقطعين 8 و9 يهدد بمصادرة حوالي 2500 - 3000 دونم من الأراضي الخاصة من ثلاث قرى هي جديدة المكر، وكفر ياسيف، وأبو سنان، ضمن مشروع شارع 6 الذي يترك الأراضي التابعة للدولة والتي تسيطر عليها 'الكيبوتسات' ويلتف على الأراضي العربية بشكل غير منطقي وغير مهني، ويبتعد في الوقت ذاته عن أراضي السلطات المحلية اليهودية. عدا عن ذلك، الشارع بحد ذاته مخالف ويعتدي على منطقة بيئية مصادق عليها في المخطط القطري رقم 35، ومن المفترض الحفاظ على الأراضي والزراعة، لكن التخطيط غير مهني، إذ أن الالتفافات الناتجة عن هذا المخطط تزيد في مدة السفر بحوالي 60 مليون كم في العام، ذلك أن الشارع غير مستقيم. يوجد 5 أو 6 بدائل لمخطط المصادرة، واخترنا من بينها واحدا منطقيا بالنسبة للسلطات المحلية العربية واليهودية على السواء، إذ لا يشكل ضررا بيئيا على الأراضي والمزارعين".
وأضاف جبارين أنه "إذا تم تنفيذ مخطط شارع 6 وبجانبه مخطط سكة القطار بعرض 200 متر، فسيعد هذا اعتداء على البيئة وعلى الأراضي الخاصة، مع العلم أن الأراضي الخاصة في العرف الدولي هي ملكيات مقدسة يمنع المساس بها. تشكل أراضي دولة إسرائيل التابعة للدولة ما نسبته 93٪ من مجموع أراضي الدولة، ولا تتعدى نسبة الأراضي العربية الخاصة 2.3%، ومع ذلك يتم الاعتداء على الأراضي العربية الخاصة في تجاوز خطير للغاية".
استهداف الأراضي العربية
وعرض صاحب أرض مهددة بالمصادرة، المحامي فادي بولس من كفر ياسيف، خارطة لمخطط شارع 6 وللمخطط البديل له، وقال إن "المخطط يلتهم 2600 دونم من أراضي كفر ياسيف، و1600 دونم من أراضي جديدة المكر، و300 دونم من أراضي أبو سنان، ولكن خطة بروفيسور جبارين تقضي بمرور المشروع ضمن أراضي الكيبوتسات، وهي أراض تابعة للدولة، ولا تمس بالأراضي العربية الخاصة".
وعن دور رؤساء السلطات المحلية في مواجهة المخطط، قال رئيس مجلس محلي جديدة - المكر، المهندس سهيل ملحم، إن "مخطط مصادرة أراضي جديدة المكر هو استمرار لأطماع المؤسسة الإسرائيلية في اقتطاع ومصادرة أراض تعود ملكيتها لأهلنا في القرى الثلاث جديدة - المكر وكفر ياسيف وأبو سنان. وقد نُظّمت عدة وقفات احتجاجية العام المنصرم ضد مصادرة الأراضي ضمن مخطط شارع 6، وفي شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، قدمنا كسلطة محلية اعتراضا ضد مقطع رقم 8 من مفرق عبلين وحتى جديدة المكر، ومنذ ذلك الوقت لم نتسلم جوابا على الرغم من أن لجنة التنظيم والبناء في عكا تبنت الاعتراض الذي قدمناه ضد هذا المخطط ، فقدمت إدارة مخطط شارع 6 مخططا جديدا من جديدة المكر وحتى رأس الناقورة، وهو ما أطلق عليه مقطع رقم 9، ولا أعلم كيف تم التقدم بالتخطيط الجديد، على الرغم من أن مديرية التخطيط لم تجب على اعتراضنا على مقطع رقم 8".
وختم رئيس مجلس جديدة - المكر بالقول إنه "يجب أن تتوقف سياسة التهميش والتجاهل للاعتراضات ولمطالب السلطات المحلية والإدارات والأهالي، وعليهم أن يشركونا في عملية التخطيط".
وفي السياق، قال رئيس مجلس محلي كفر ياسيف، شادي شويري، إنه "نقف، اليوم، على الأراضي المهددة بالمصادرة في كل من جديدة - المكر وكفر ياسيف وأبو سنان، إذ إن مئات الدونمات مهددة بالمصادرة لتنفيذ شارع 'عابر إسرائيل' أو ما أطلق عليه شارع 6، والذي يمتد من جنوب البلاد إلى شمالها، ويلتف كالثعابين ليلتهم ما تبقى من الأراضي العربية. مهنيا، يرافقنا بروفيسور يوسف جبارين الذي أعدد مخططا مقبولا مهنيا وسياسيا، وقدمنا الاعتراضات اللازمة لدى لجان التخطيط ذات الصلة، وسنصعّد نضالنا شعبيا ضد هذا المخطط الذي يهدد بالتهام آلاف الدونمات".
مخططات ظالمة
وأعرب صاحب أرض مهددة بالمصادرة، محمد ملحم من جديدة – المكر، عن استيائه من المخططات التي واجهها على مدار سنوات للحفاظ على أرضه من المصادرة، وقال إن "هذا المخطط فيما لو تم تنفيذه فسيبتلع ما مجموعه 50 دونما تعود ملكيتها لي ولأخوتي، ومنذ عشر سنوات كان هناك مخطط في جديدة - المكر، قمنا بالاعتراض عليه، وألغي في حينه، ومع ذلك تتوالى المخططات الظالمة التي تستنزفنا، وتكلفنا الكثير من الأموال كمصاريف محاماة".
وأشار إلى أن "منزل أهلي هو الآخر مهدد بالهدم من خلال تنفيذ مخطط شارع 85، إذ تتحاشى السلطات المساس بحوض سمك وفي الوقت ذاته تستهدف المنازل التابعة للمواطنين العرب. ونتيجة لهذه المخططات، لا يستطيع أحد تشييد بناء على أرضه خوفا من مخططات المصادرة والهدم. على المخططين أن يتحلوا بالرأفة والإنسانية، وأن ينسقوا مع المجالس المحلية والمهندسين، بحثا عن أقل الأضرار، فنحن لسنا ضد التطوير، ولكننا ضد الظلم، والعمل على حساب المواطن العربي".
وعن تهديد المصادرة لمئات الفلاحين الذين يعتاشون من وراء الأراضي الزراعية، قال صاحب ارض مهددة بالهدم، د. أنور صعب من أبو سنان، إن "هذا المخطط يهدد مصدر رزق الفلاحين الذين يعتاشون من هذه الأراضي".
وأضاف أنه "نطالب بتبني المخطط البديل الذي تم طرحه. يتم التخطيط للمصادرة بشكل عنصري. نحاول أن نستخدم كافة الوسائل في محاولة لإلغاء المخطط القادم، إيمانا بأن هذه الأرض يجب أن تبقى لأصحابها الذين ورثوها من الأجداد".
وقال حبيب حاج من أبو سنان والمُهجّر من قرية إقرث، إن "أصحاب الأراضي لن يوافقوا على التهجير مرة أخرى من أراضيهم، إذ إنه تم تهجير والدي سابقا من قرية إقرث، والآن يحاولون تهجيرنا من أرضنا مرة أخرى".
وأضاف أنه "نعتاش من هذه الأراضي المزروعة باشجار الزيتون. سأخسر إذا تم تنفيذ هذا المخطط حوالي 33 دونما".
وشدد صاحب أرض من كفر ياسيف، شحادة مخولي، على ضرورة وحدة العمل بين أصحاب الأراضي والسلطات المحلية، وقال إنه "جندنا 3 مجالس محلية، وجمعنا اعتراضات من 120 مواطنا من أصحاب الأراضي ضد المخطط، كذلك يرافقنا بروفيسور جبارين لتقديم المشروع البديل، والهدف وقف المشروع المقدم الذي ينطوي أيضا على مصادرة 1000 دونم في مسعى لربط محطات القطار المزمع إقامتها، وأناشد الجميع بمن فيهم أعضاء الكنيست العرب بالوقوف معنا ضد هذه المشاريع، ودعم المخطط البديل".